jeudi 12 juin 2008


الدم والرصاص يوحدان شعبين


سفيان الشورابي
الموعد: السبت 7 جوان 2008
المكان: الرديف (تونس) سيدي ايفني (المغرب)
الوقائع: قتيل و23 جريحا في الرديف، بين قتيل وخمسة قتلى و 47 جريحا في سيدي ايفني

ها قد حدث المحظور وسالت الدماء.. قتيل هنا وآخرين هناك.. جرحى وإيقافات.. وبوليس يتأهب لتصويب رأس بندقيته في اتجاه ابن موطنه.. سمعنا كلاما كثيرا عن وحدة اللغة واشتراك التاريخ و تقارب الأرض.. ولم نسمع بتاتا عن انصهار السلاح العربي في وجه المواطن العربي بنفس القوة وفي ذات اليوم.. تونسيون من الرديف ومغاربة من سيدي ايفني اتحدوا في رفض الذل والحفاظ على الكرامة ونبذ الغبن، احتلوا الشوارع وأسقطوا "سلطان" الخوف، فكان الرصاص الحي الإجابة المباشرة والوحيدة لآهات الأمهات ولأنين الآباء ولبكاء الأطفال.. لا يخال صاحب عقل متزن أن تجمع مواطنين في الشارع سلميا كان يُرجى منه إتيان أفعال في ذات الحجم والمستوى الذي يدفع إلى استدعاء القوات المسلحة ونشر المدرعات والجنود وفرض حالة حصار أمني مهينة.. حيث لم يطالب أهالي الرديف ولا سكان سيدي ايفني باستقلال عن بلدهم، ولم يهاجموا مرفقا عاما، ولم يستهدفوا رمزا سياسيا.. وإنما كان مبتغاهم وسيظل هو التمتع بحقهم غير القابل للتصرف في ثمرة التنمية وتعميم الرخاء على الجميع بدون استثناء.. ولم يكن من الصعب على سلطات البلدين التعاطي ايجابيا مع المشاكل القائمة وتلبية المطالب المرفوعة من قبل المحتجين، عوض توظيف البوليس والعسكر في خلاف المهام الموكولة على عاتقهما.. فالماضي القريب يسترجع نفسه، ويثبت أن آثار الرصاص لا تملك من القوة ولا من القدرة على إخراس صوت جائع.. والأكيد أن الوقت الآن لم يعد يسمح بإعادة الأخطاء السابقة التي وقفنا كم مرة على نتائجها الكارثية.. وبدا من الساذج أن يتواصل تجاهل النار التي تتأجج تدريجيا تحت الرماد.. وما الملح الآن هو التجرؤ على الإقرار بوقوع الخطأ.. وهو عين الصواب.. وإصلاح ما انحرف نتيجة سوء تقدير.. تفاديا لفتن قد تجر البلاد إلى ما لا يُحمد عقباه ولا يرضاه أحد.